خلف الكواليس

لشخصيات ذا ٤ ويندز

عمل فريقنا جاهدًا في الأشهر القليلة الماضية على صياغة موقع ويب للشركة يعكس هوسنا بالجودة العالية، كل هذا في ظل عقد مفاوضات مع العملاء الجدد وإجراء العمليات الحسابية وتحليل

الصناعة.

أدركنا ونحن نتقدَّم في العديد من الرسومات والتصميمات أن جزءًا واحدًا لا يتناغم مع بقية الموقع، وهو قسم فريق القيادة. عادةً ما تكون هذه الصفحات الممتلئة بالمربعات عبارة عن معرض يضم أعضاء الفريق وصورهم وأدوارهم، لكن فريقنا منتشر في جميع أنحاء العالم، ولم نستطع التقاط صور بوضعيات رسمية دون أن نبدو متصنعين للغاية أو متشابهين في الأسلوب. وفجأة، خطرت لنا فكرة، قررنا ابتكار صور رمزية لكل من الأعضاء الثمانية المؤسسين لذا ٤ ويندز، وأن ترتبط هذه الصور

بموضوع الاستكشاف البحري.

بعد الاطلاع على أعمال مجموعة من المصممين الموهوبين في الفن الرقمي، اكتشفنا المصممة

البارعة كارينا ريدوس، وأسلوبها الفني الذي حسم قرارنا.

كانت الخطوة الأولى لكارينا في عملية الإنتاج هي جمع الصور من أجل لوحة مزج الأفكار والمراجع الرئيسية. في بادئ الأمر، كان هذا لإضفاء طابع الأجواء الملحمية على كل صورة، وهو ما تخلت عنه لاحقًا للوصول إلى أفكار أكثر واقعية وصفاءً. اختارت التركيز أكثر على ألوان ذا ٤ ويندز، وهما اللونان الأرجواني والوردي.

وفي العمل الفني التأسيسي لفلورا سيلف (يمكنك معرفة المزيد بقراءة هذه المدونة)، أردنا إظهار حماسنا للاكتشاف والإبحار والرحلات الاستكشافية الحديثة بقيادة مستكشفين، أمثال فيليسيتي أستون، وجاك كوستو، وآخرين.

دفعت هذه الفكرة كارينا إلى استخدام العمل الفني التأسيسي نفسه للوحة مزج الأفكار. ساعدها ذلك في التأكد أن كلًا من عمل فلورا والصور الرمزية للفريق سيكملان بعضهما البعض في مرحلة التلوين، مما صاغ عملًا واحدًا من الفن المتسلسل. استلهمت الأفكار من لوحات رسامَيها المفضلين من القرن العشرين، جاي سي لينديكر، ومصمم الفن الرقمي الشهير موبي فرانك، الذي يعمل في شركة فالف للألعاب، والمعروف بمشاركته في لعبة تيم فورتريس 2، ولعبة بورتال، ولعبة ليفت فور ديد.

كانت صور المستكشفين مثل جاك كوستو، وروبرت بالارد، ورانولف فينيس مصدر إلهام آخر لها، بالإضافة إلى الصور الحديثة للبحارة وطاقم السفن. كان الزي الرسمي وشارات الرتب والقبعات وغيرها من الأشياء عاملًا رئيسيًّا عندما كانت كارينا ترسم رسوماتها التقريبية.

كان التوصل إلى وضعية تصويرية تُظهر بوضوح دور كل عضو في فريق ذا ٤ ويندز أمرًا بالغ الأهمية. لذا، استخدمت كارينا ريدوس صورًا حقيقية لفريق القيادة، لكن ذلك لم يكن كافيًا، حتى مع الصور ذات الزوايا المختلفة والتي قدمها كل عضو من طاقمنا. انتهى الأمر بكارينا وهي تُعدِّل الوضعيات من الرسومات الأولى التي رسمتها، وهي موضَّحة بالأسفل.

أضفت الرسومات الأولى على بعض أعضاء الفريق قليلًا من ملامح القسوة؛ لذا قررنا العودة إلى شيء أقرب من شخصياتنا الحقيقية... وفي نهاية المطاف، رسمتنا ونحن مجموعة من الأشخاص الودودين واللطفاء.

أردنا إلى جانب تناغم الألوان مع هويتنا المرئية التأكد من أن كل صورة رمزية تعكس خلفياتنا الثقافية وجنسياتنا، وأن مسمياتنا الوظيفية تتوافق مع رتب بحرية معينة لطاقم السفينة. وعلى خلاف الحال في الثقافة البحرية، يُعد معظم هيكل شركتنا متدرجًا على نحو معين.

هيَّا نأخذ مثالًا على ذلك. قررنا إضفاء لمسات من الذوق الأوروبي الشرقي إلى صور أليكسي، وديفيد، وميخائيل، مع منحهم رتبًا متساوية الأهمية: الضابط الأول، ورئيس البحارة، والملاح. وكان من بين المسميات الوظيفية الأخرى الأكثر صعوبة في مطابقتها، المُسمى الوظيفي لنزيه (مدير التواصل والترجمة) أو المُسمى الوظيفي لأوجور (مدير المشروعات والعلامات التجارية)، وقد طابقناهما بالمترجم المستكشف وكبير المهندسين.

إذا وضعنا في الاعتبار إضفاء الطابع الشخصي، فإن الصورة الرمزية لليلي تشين جذبت الانتباه إلى البحرية الصينية بزيها الرسمي، بينما أصبحت آنا ماريا في منصب الضابط الثالث البحري مع زهرة تزين شعرها، والتي تَرمز إلى ثراء التنوع البيولوجي على أرض كولومبيا. الزهرة الوطنية لكولومبيا هي كاتليا تريانا، وهي زهرة الأوركيد الرقيقة جدًّا والتي تذبل سريعًا بعد قطفها؛ لذلك استقر اختيارنا على زهرة الداليا الإمبريالية، وهي أقوى وأكبر حجمًا، وغالبًا ما تُستخدَم في تزيين شعر راقصي الفلكلور الكولومبي.

ربما لا تسير بعض الصور كما هو متوقع في هذه المرحلة، ويرجع ذلك إلى مدى تعقيد هذه الصور في الحياة الواقعية؛ حيث يستغرق إعادة صياغتها وقتًا طويلًا. لم يتم التعبير عن بعض ملامح الوجه كما أردنا في النسخ الأولية من العمل، خاصةً مع آنا ماريا وأوجور، وقد تطلب هذا الاستعانة بصور إضافية من زوايا مختلفة للتأكد من ظهور وجوههم الحقيقية فيها. في بعض الحالات، كان على كارينا أن تَرجع خطوة إلى الوراء وأن تُعيد الرسم من البداية.

توالت لمسات الفرشاة، حتى شعرت كارينا أخيرًا بإمكانية العمل على التفاصيل الصغيرة، وهو ما تحب فعله. استخدمت المراجع البحرية أثناء القيام بذلك من البداية إلى النهاية، وعادت أحيانًا للبحث عن تفاصيل محددة ودراسة الأزياء الرسمية والقبعات والبوصلات وغيرها من أشياء، كل ذلك حسب الرتبة أو الفكرة التي أرادت تصويرها. يمكنك رؤية هذه التفاصيل الدقيقة المُتقنة في قبعتي ليلي وستيفن على سبيل المثال؛ حيث تحملان رمز وردة الرياح لذا ٤ ويندز، أو الكتاب الذي يحمله نازيه فارس والذي يُظهر أحرفًا من اللاتينية والعربية والصينية لتمثيل عمله في مجال الترجمة.

إحدى اللمسات النهائية المفضلة لكارينا هي إضافة إضاءة الحواف إلى الصور؛ ما يمنحها مظهرًا أكثر فخامة. تُضيف هذه التقنية إضاءة خلفية إلى الموضوع الرئيسي، بحيث تُعرَض الصورة لإخفاء بعض معالم الموضوع. أنجزت كارينا كل هذا في برنامج الفوتوشوب؛ حيث قُسِّمت مساحة العمل تكررًا إلى علامات تبويب متعددة مليئة بالمراجع والصور المزدوجة ونُسخ الأبيض والأسود من العمل الفني كما ترى في الصورة السابقة.

نأمل أن تكون قد استمتعت بالتعرُّف على العملية الفكرية أثناء تصميم الصور الرمزية لفريق القيادة الرئيسي. لا نطيق الانتظار حتى يراها الجميع مُطبَّقة على موقعنا في نسخته الكاملة والذي سيرى النور قريبًا، ولكن في غضون ذلك، هيَّا نلقي نظرة على المنتج النهائي.